هل يصح الدعاء للمرأة في صلاة الجنازة: اللهم أبدلها زوجا خيرا من زوجها؟

رقم المَجلِس: 70
رقم الفَتوى: 4
المُؤلف: الشيخ أزهر سنيقرة
تاريخ المَجلِس: 04-07-1439 هـ
الملف الصَّوتي تحميل
تحميل

السؤال:

هل الدعاء للمرأة في صلاة الجنازة: اللهم أبدلها زوجا خيرا من زوجها يصح؟ وإذا صح هل تبدل زوجا خيرا من زوجها؟ أم أن حال زوجها يصبح أحسن؟

الجواب:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.

هذه المسألة المتعلقة بحكم من أحكام الصلاة أو بحكم من أحكام صلاة الجنازة والمتعلقة بالدعاء للميت عند الصلاة عليه، هذا الدعاء الذي يدعو به من صلى على أخيه بعد موته، وهذا حق من حقوق المسلم على أخيه المسلم، إذا مات أن يشهد جنازته، وجنازته: بالصلاة عليه وتشييعه وإقباره والدعاء له في صلاة الجنازة وبعد دفنه اقتداءا بنبيه – صلى الله عليه وسلّم – ومما ورد في الدعاء للميّت، كما جاء في حديث عوف بن مالك الأشجعي – رضي الله عنه – فيما رواه الإمام مسلم في صحيحه(963): أن النبي – صلى الله عليه وسلّم – صلى على جنازة ثم قال، قال عوف : سمعت النبي – صلى الله عليه وسلّم – وصلى على جنازة يقول: «اللهم اغفر له وارحمه واعف عنه وعافه وأكرم نزله ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس وأبدله دارا خيرا من داره وأهلا خيرا من أهله وزوجا خيرا من زوجه وقه فتنة القبر وعذاب النار».

وهذا دعاء من الأدعية التي ندعو بها على الميت في صلاة الجنازة وهو دعاء عظيم، وهو أن ندعو لإخواننا أن يبدلهم الله تعالى دارا خيرا من دارهم خرجوا من دار الأحزان والأكدار ودار الفتن والمصائب ودار الظلم والفجور، ودار مملوءة بالشرور محفوفة بالمخاطر، إلى دار السّعادة الأبدية والنّعيم المقيم لمن كان من أهل النعيم، لأولئك الذين قال الله عز وجل فيهم، ﴿يوم تبيض وجوه وتسود وجوه[أل عمران:]، تسود وجوه أهل البدعة والضلالة، وتبيض وجوه المؤمنين الصادقين المتّبعين لنبيّهم الكريم -عليه الصلاة والسلام-.

أسأله جل وعلا أن يرزقنا جنته وأن يجيرنا من فتن الدنيا كلها ظاهرها وباطنها إنه سميع مجيب، محل الشاهد من هذا الدعاء قول النبي – صلى الله عليه وسلّم -: «زوجا خيرا من زوجه» وورد هذا بلفظ العموم، والنص سواء كان من آية من كتاب الله أو حديث إذا ورد على عمومه لا يخصص إلا بدليل مخصّص، والعموم هنا والأصل في النصوص كما هو مقرر أنها تعم، بمعنى أنها تعم الرجال والنساء فمن أخرج النساء من هذا النص مطالب بالدليل يقال له ما دليلك.

– من قالوا بأن هذا خاص بالرجال قالوا بأن المرأة كما أنها في الدنيا لا تقبل الاشتراك فإنها في الآخرة لا تقبل الاشتراك، بمعنى أن الرجل كما أنه يحل له ويجوز له في حقه أن يعدد في الدنيا وأن تكون له أكثر من امرأة واحدة يعني أربعة نسوة على الأكثر ففي الجنة الله جل وعلا يجعلهن أضعافا مضاعفات للواحد من أهلها أكثر من سبعون امرأة من الحور العين، لأنه نعيم مقيم أبدي لا يزول ولا ينقطع، فبالنسبة للرجل يحق في قوله الإشراك يعني أن تشترك فيه أكثر من امرأة أما بالنسبة للمرأة فلا، ولهذا قالوا هذا خاص بالرجال دون النساء.

– والقول الثاني: أنه على العموم وأن هذا لا علاقة له بقضية الإشراك وأن المرأة يبدلها الله جل وعلا زوجا خيرا من زوجها، يعني خيرا من زوجها الذي كان في الدنيا، قد يكون زوجها كافرا فيبدلها الله جل وعلا بالمؤمن قد يكون فاسقا فيبدلها الله جل وعلا بالتقي الصالح، قد يكون مبتدعا ضالا يبدلها الله جل وعلا بخير منه.

و من كانت أعماله في الدنيا هي الأعمال الصالحة هي محاب الله تبارك وتعالى فالله جل وعلا يغير أو يبدل الصفة بالصفة، ولهذا قال الشيخ العثيمين -عليه رحمة الله جل وعلا- وكلامه كلام قوي متين وكعادة الشيخ الإمام العثيمين عليه رحمة الله تبارك وتعالى في مثل هذه المسائل وهو من أكبر فرسانها في هذا الزمان قال -رحمة الله تبارك وتعالى عليه-: «وزوجا خير من زوجه»، أي سواء كان المصلى عليه رجلا أو امرأة قال هناك إشكال لأنه إن كان المصلي أو المصلى عليه رجلا وقلنا أبدله زوجا خيرا من زوجه فهذا يقتضي أن الحور خير من نساء الدنيا، وهذه المسألة ليست موضوعنا، أما الجواب قال عن مسألة الإبدال :إن خيرية الزوج هنا ليست خيرية في العين، بل خيرية في الوصف، وهذا يتضمن بأن يجمع الله بينهما في الجنة لأن أهل الجنة ينزع الله ما في صدورهم من غل، ويبقون على أصفى ما يكون، والتبديل كما يكون بالعين، يكون بالصفة، ومنه قوله تعالى: ﴿يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات[إبراهيم:50]، قال: الأرض هي الأرض بعينها، ولكنها اختلفت وكذلك السماوات، أي اختلفت في وصفها، هذا كلامه من الشرح الممتع[5/327] عليه رحمة الله تبارك وتعالى، وهذا الذي نعتقده راجحا بالنسبة للمسألة، أن هذا الأمر يعم، يعني يعم الرجال والنساء بهذا المعنى الذي ذكر، والعلم عند الله تبارك وتعالى.