حكم العمل في بيع تذاكر الطيران لمختلف الدول
رقم الفَتوى: 8
المُؤلف: الشيخ أزهر سنيقرة
تاريخ المَجلِس: 04-07-1439 هـ
الملف الصَّوتي | تحميل |
---|---|
تحميل |
السؤال: ما حكم العمل في بيع تذاكر الطيران لمختلف الدول؟ |
الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى أله وصحبه ومن والاه.
هذا السؤال متعلق بأصحاب الوكالات أعاننا الله وإياهم ووفقنا وإياهم، للحلال الطيب.
على كل حال أهل العلم يذكرون في هذه المسألة أمرين اثنين:
– الأمر الأول: يتعلق بالقاعدة المعروفة في مثل هذه الحالات أن الحكم للغالب بمعنى أن هذه التذاكر التي تبيعها هذه الوكالة المتخصصة في هذا الأمر إذا كان الغالب فيها، هي من النوع:
– إمّا المباح، كالتذاكر التي الناس يسافرون بها لتجارتهم أو لأعمالهم أو لتجارتهم أو لتطببهم وما إلى ذلك، هذه كلها تدخل تحت المباح الجائز.
– أو قد تكون تذاكر لأجل عبادة من العبادات كالسفر للحج أو العمرة، أو صلة الرحم أو ما إلى ذلك.
فكل هذه الأنواع إذا كانت هي الغالبة على تذاكر هذه الوكالات فالأصل فيها الجواز، و العمل في هذه الوكالة يكون جائزا، قد يقول قائل مستشكلا: أنّى لي أن أعرف؟ نقول له: في عرف الوكالات يُعرف وعلى هذا الأصل يقيس الإنسان، يرى الإنسان مثلا عملا في وكالة غالب تذاكرها تذهب لما يسمى الرحلات السياحية يعني هذه الرحلات الغالب تكون إلى البلاد التي فيها الفسوق والفجور -نعوذ بالله تبارك وتعالى- هذا ممّا حرم الله علينا ، ويدخل تحت التعاون على الإثم والعدوان والله -تبارك وتعالى- يقول: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ۚ ﴾[المائدة:5].
– وأمر آخر: كذلك بالنسبة لهذه المسألة متعلّق بما عمّت به البلوى من هذه الرحلات في الطائرات التي فيها الخمور، الخمر يباع فيها، وهذه قد يستغربها أصحاب الوكالات، ولكنّه أمر واقع أن الشركات شركات الطيران التي يعلم أصحاب الوكالات أنها تبيع الخمر لا يجوز لهم أن يبيعوا تذاكرهم لأنهم إعانة على الإثم والعدوان، يقول لي قائل: إذا لم نبع لهؤلاء لم نعمل، لا تعمل، الله عز وجل ما أوجب عليك أن تكون بائع تذاكر الله عز وجل أوجب عليك أول ما أوجب عليك أن تعبده، أن تتقي الله جل وعلا في سائر شؤونك وخاصة في كسبك ونبيك – صلى الله عليه وسلّم – قد بشرك في هذا الباب بأمر عظيم وهو أن من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه، والله جل وعلا يقول، ﴿وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا(2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ۚ﴾ [الطلاق:2-3] .
وأسأل الله عز وجل أن يوفق إخواني أصحاب الرحلات لمعرفة هذه الأحكام وهذا يرشدنا إلى أمر أننا مطالبون بمعرفة حكم الله جل وعلا في كل عمل من أعمالنا وفي كل وظيفة من وظائفنا ولا ينبغي أن نستهن بمثل هذا الأمر ونمشي على القاعدة العامية « اللي عندنا معليش» أو بعضهم لا يريد السؤال لأنه يخاف من الجواب، يقول لك أخاف أسأل ثم يقولون لي لا يجوز.
فالمسلم يتقي الله عز وجل ويسعى هو لأجل طيب كسبه وأيما لحم نبت من السحت فالنار أولى به يقول – صلى الله عليه وسلّم – أظن انتهى وقتي وأسأل الله جل وعلا أن يوفقني وإخواني لما يحبه ويرضاه، والله تبارك وتعالى أعلم.