بماذا يبدأ الطالب دراسة الفقه الإسلامي

رقم المَجلِس: 72
رقم الفَتوى: 4
المُؤلف: الشيخ أزهر سنيقرة
تاريخ المَجلِس: 20-07-1439 هـ
الملف الصَّوتي تحميل
تحميل

السؤال:

جزاكم الله خيرا وبارك فيكم، سؤال آخر يقول صاحبه: بماذا يبدأ طالب العلم هنا في بلدنا الجزائر في دراسة الفقه الإسلامي، وهل يبدأ بمتون وكتب المذهب المالكي؟ نريد منكم شيخنا ذكر منهجية متبعة في دراسة الفقه وبارك الله فيكم.

الجواب:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.

الذي نقوله لطلبتنا وخاصة الحريصين منهم على السير في الطلب وتعلم سائر الفنون من أنواع العلوم الشرعية التي جاءت النصوص الكثيرة في بيان فضلها وعظيم قدر ومنزلة أهلها، نسأل الله -تبارك وتعالى- أن يوفقنا وأن يجعلنا من طلبة العلم الحريصين عليه، والمخلصين نيتهم لله -جل وعلا- فيه وهو قربة من أجل القربات عند الله -تبارك وتعالى-.

أما فيما يخص سؤال السائل والمتعلق بما يبدأ به الطالب خاصة في بلدنا، أنا أقول له ولجميع إخوانه أنه يبدأ بما تيسر له من العلم في هذا الباب، وقصدي بما تيسر له أولا على هذا الترتيب: أولا فيما يتعلق بمن يدرس له هذا العلم أو ذاك، بمعنى ما تيسر له من شيخ يفتح مثل هذه المتون العلمية ويدرسها لإخوانه أو يدرسها لأبنائنا، سواء ما تعلق بمتن من متون فقه معين، كالفقه المالكي شريطة أن يكون هذا المدرس أو هذا الشيخ جاري على طريقة أهل السنة، وعلى طريقة أهل الحديث في أخذ الفقه، الذي اصطلح على تسميته بفقه السنة، أو بفقه الدليل، لا فقه الفروع المذهبية التي قل أن تجد فيها أدلة شرعية، فمثل هذه الكتب ومثل هذا الفن على هذه الطريقة أنا لا أنصح به، أنصح بالفقه وإن كان فقها مذهبيا ولكن على طريقة الدليل، يعني تذكر المسألة بدليلها، هذا ما ينبغي أن يسير عليه طالب العلم في تفقهه في دينه وإلا كيف يأخذ يعني فقه، وهو دين وهو عبادة لله -جل وعلا- من غير أدلتها، قال فلان، قال فلان، وهو يمشي في مثل هذه الأمور على طريقة هذه المتون التي ربما حاليا يسير عليها بعض الشناقطة أنا لا أنصح به، وإذا ما وجد هذا، وجد من يدرس فقه السنة سواء على طريقة أحاديث الأحكام أو غيرها فهذا كذلك من أنفع الأمور، وأفضلها خاصة إذا كان البدء فيه بالأيسر، يبدأ بمتن ميسر ثم يمشي بعد ذلك، يبدأ إذا كان بالنسبة لفقه الأحكام أو الأدلة على طريقة أحاديث الأحكام يبدأ ببلوغ المرام مثلا، وشرح من الشروح كسبل السلام، أو شرح  الشيخ العثيمين – رحمه الله – ويمشي في هذا الباب، هذا يستفيد فائدة عظيمة وينتفع نفعا مباركا، أو بعد ذلك يرتقي في هذا الباب عنده مثلا شرح الروضة الندية لصديق حسن خان، والتعليقات الرضية للشيخ الألباني – رحمه الله – على هذا الكتاب المبارك العظيم، وهكذا نسأل الله أن يوفقنا وإخواننا للعلم النافع، ومن دروس إذاعتنا في فقه الدليل كتاب صفة صلاة النبي – صلى الله عليه وسلّم – من التكبير إلى التسليم كأنك تراها، هذا الكتاب العظيم في بابه والذي سار فيه صاحبه على الطريقة المرضية، جمع بين الرواية والدراية بفقه واستنباط فريد من نوعه، وأنا قلت وأقول وسمعت هذا من بعض مشايخنا أنه لم يؤلف على منواله في ما نعلم مثله في مسألة متعلقة بفقه الصلاة وهي صفة الصلاة، بتلك الطريقة البديعة، العلمية، الرصينة، فرحمة الله -جل وعلا- عليه وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء، هذا والله تبارك وتعالى أعلم، ثم بعد ذلك يرتقي في مثل هذه المتون العلمية المتعلقة بدراسة الفقه، ولابد له من معلم موجه يوجهه في هذا، يعني في سيره في تعلم الفقه بالإرشاد إلى الكتب التي ينبغي أو المتون التي ينبغي أن يدرها في المرحلة الأولى ثم في المرحلة الثانية ثم في المرحلة الثالثة وهكذا، حتى يفتح الله جل وعلا عليه في هذا الباب ويصل للموسوعات ويصل إلى المجموع للإمام النووي، والاستذكار للحافظ بن عبد البر، والمغني لابن قدامة، والمحلى لابن حزم، هذه الكتب التي يصح أن يقال فيها أنها موسوعات فقهية عظيمة، ولهذا قال كثير من علمائنا أنه من جمع المجموع والمغني والمحلى كان عالما من العلماء، يعني جمع هذه الكتب ليس من الضرورة حفظا، ولكن تفقها فيها وتفهما لمسائلها، نسأل الله عز وجل أن يوفقنا وإخواننا للعلم النافع والعمل الصالح والله -تبارك وتعالى- أعلم.