السبيل إلى ترك ذنوب الخلوات مخافة تفلت القرآن

رقم المَجلِس: 71
رقم الفَتوى: 3
المُؤلف: الشيخ أزهر سنيقرة
تاريخ المَجلِس: 13-07-1439 هـ
الملف الصَّوتي تحميل
تحميل
السؤال: أنا شخص من الله علي بالاستقامة وأحفظ من القرآن أربعين حزبا والحمد لله ولكن غارق والله المستعان في ذنوب الخلوات وأنا خائف أن أحرم هذا الخير بسبب ذلك، فما السبيل إلى تركها؟
الجواب: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه. أسأل الله -تبارك وتعالى- أن يمنّ على أخينا هذا السائر في طلب العلم والحريص على الخير في نفسه، أن يطهّر قلبه وأن يزكّي نفسه، وأن يجنّبه الفتن ما ظهر منها وما بطن. لقد علمت هذه الحقيقة، وعلمت أن مثل هذه الذنوب تكون سببا في إزالة النعم، وكونك سرت في الحفظ وفي الطلب، هذا لاشك ولا ريب أنه من نعم الله -جل وعلا- عليك، وكما أخبر النبي – صلى الله عليه وسلّم – في مسألة القرآن والأمر بتعهده: «أنه أشد تفلتا من الإبل في عقلها»(1)، بمعنى: أنّ الله -تبارك وتعالى- قد يحرم الإنسان هذه النّعمة، ومما لاشك فيه ولا ريب أنّ أعظم أسباب الحرمان الوقوع في معصيته؛ لأن الواجب على المؤمن أن يقابل النعمة بشكر المنعم، والشكر يكون بالقلب واللسان وبالأعمال، ﴿اعملوا آل داود شكرا، وقليل من عبادي الشكور[سبأ:13]، ومن الشكر أن تسخر هذه النّعمة في طاعة الله لا في معصيته، فتقوى الله -تبارك وتعالى- هو السبيل؛ لأنّ اجتناب المسلم لمثل هذه الأمور مع علمه علم  اليقين أن الله -تبارك وتعالى- مطلع عليه، ومطلع على أحواله كلّها، ثم يترك هذا إرضاءً لله تعالى، والنبي – صلى الله عليه وسلّم – قال: «إنك لن تدع شيئا اتقاء لله، إلا آتاك الله خيرا منه»(2). ونصيحتي له أن يجتنب الأسباب التي قد تؤدي به إلى مثل هذه الفتنة، كالاختلاط والنظر المحرم، ومصاحبة الأشرار وما إلى ذلك من مثل هذه الأمور، فنسأل الله -جل وعلا- أن يكون سؤال هذا الأخ من منطلق ندمه، والنّدم كما أخبر النبي عليه الصلاة والسلام توبة(3)، ولذا نسأل الله عز وجل أن تكون توبتك صادقة، وأن تكون نصوحا، تبتغي بها مرضاة ربّك -جل وعلا- فاجتهد في هذا الباب، وأكثر من الدعاء حتى يجنّبك الله عز وجل هذه الفتن، الله -جل وعلا- عند حسن ظن عبده به، والله -تبارك وتعالى- أعلم.
(1) مسلم:791. (2) أحمد:20739 وهو صحيح. (3) أحمد:3568،وابن ماجه:4252 وصححه الألباني.