شدة تقلب القلوب.

المؤلف: الشيخ أ.د عبد المجيد جمعة حفظه الله
الملف الصَّوتي تحميل
تحميل
لأنَّ اللـَّـه عَز وجَل هُـو الذي يُثَبِّـتُ قَدَمـگ وَ يعصــمُـگ مِنَ النَّاس ، وَ ذلگ لأن اللَّـه عَز وجَل إذا تَخـلى عنگ فقَـد خذَلگ فَلا يَنفـعگ البشر . ولِهَـذا گـان مِن دُعاء النَبي صَلى اللَّه عَليـه وَسلم " وَ مُقَـلب القُلوب ثَبِّـت قلبي عَلى دِينك ، ثَبـت قلبي عَلى طاعتـک " فَيُسأل النَبي صَلى اللَّه عَليـه وَسلم عن سبب الإكثَار مِن هذا الدُعاء ، فَيقول عَليه الصَلاةُ والسَلام " إن القلوبَ بين إصبِعينِ مِن أصابعِ الرحـمن يُقَلبُها گيـفما شاء " فَهذا القَلب سُميَّ قلبًا گما قال النَبي صَلى اللَّه عَليـه وَسلم لِشِدة تَقلُبه ، للقلْبُ أشَد تقلبا من القِدر الملآن ، وَ الله عَز وجَل يُغيره ويُبدله وَيُقلبه كيْفما يشَاء . فيقَلبه من السُنَّة إلى البدعة ، وَ مِن البدعة إلى السُنَّة ، وَ يقَلبُه من الهُدى إلى الضَلال ، وَمن الضلال إلى الهُدى وَ يُقلبُه من الإيمَان إلى الكُفر ، وَ من الكُفر إلى الإيمان وَيُقلبه من الطَاعة إلى المَعصية ، وَ من المَعصية إلى الطَاعة . وَ لهذا كان أنفع الدُعاء وَ اجمعه أن تسأل ربگ عَز وجَل أن يُثَبِّت قلبگ عَلى طاعتـه ، وَ أن يُثَبِّت قلبگ عَلى الحق وَ على سُنَّة النبي صَلى اللَّه عَليـه وَسلم ، لاسيما في أيامِ الفِتن ، التي تَخطِفُ العقول وَ تتلاعبُ بالآراء گما قال النَبي صَلى اللَّه عَليـه وَسلم وَ هو يتگلـمُ عن الفتن ، قَال تَموجُ گمَـوج البحر لِشدَتها ، وَ اضطرابها وَ تلاطمِها وَ التباسها على النَّاسِ ، گأمواج البحر يُصبح الرجلُ مُؤمنا وَ يمسي گافرا ، وَ يُمسي مؤمنا ويصبح گافرا ، يَبيع دينَهُ بِعرضٍ من الدُنيا . هگذا سُرعة التلقب وشدة التحَول بِسبب هاته الفتن التي تَعصِفُ وَ تموجُ گـموج البحـرِ . يُصبحُ مُؤمنا وَيُمسي گافرا ، يُصبح سُنيًا وَ يُمسي بِدعيا ، يُصبح سَلفيا وَ يُمسي خَلفيا ، وَ يُمسي مؤمنا ويصبح گافرا . يُمسي مؤمنا ويصبح گافرا يبيعُ دينه بِعرضٍ من الدُنيا .   _تَفـريغُ أم مُعاوية السَــلفية عَفا اللـَّـه عَـنها بِمَنِّــه_